برهان الحب

" برهان الحب "
قصة واقعية اعتادت أن ترويها جدتي لبنات العائلة عندما كنا نلتف شحولها عند إعلان خبر خطوبة أو زواج لأحد الأقارب أو المعارف أو الجيران فمنها كنا نعرف كثيرا من تفاصيل وخبايا هذه الزيجة كما كانت الجدة الحنون تمطرنا بالنصائح الصغيرة التي ستجعل منا في المستقبل زوجات صالحات والتي مازلت أتذكرها رغم مرور عقود من الزمن
تبدأ جدتي عادة قصة " برهان الحب " بابتسامة وكأنها ترى في خيالها وجه بطلة القصة "علية" ...... وتقول كانت "علية" شابة عادية من أسرة متوسطة الحال اقترنت برجل يجسد صورة فتى الأحلام الذي طالما حلمت بالارتباط به وبالطبع أحبته حبا جما حتى أصبح أغلى شئ في حياتها
ولكنها رغم كل هذا لم تذق طعم النوم أو السعادة طوال أيام شهر العسل الذي أمضياه معا في الإسكندرية وذلك لإحساسها أن عريسها لا يبادلها شعورها بالحب الجارف وانه تزوجها لأسباب أخرى بخلاف الحب .
أخذت الزوجة تفكر في طريقة للخروج من هذا المأزق فهي غير قادرة على مواصلة الحياة مع رجل لا يحبها .... فاستجمعت شجاعتها وطلبت من الزوج أن يصحبها عوما إلى صخرة الحب بشاطئ ميامى فقاطعها مستنكرا "كيف وأنت لا تستطيعين السباحة "؟
قالت بإصرار " احملني على كتفك فأنت بطل سباحة سابق فهذا أول طلب أطلبة منك منذ أن تزوجنا ويعنى الكثير بالنسبة لي ..... لم يجد الزوج خيارا أمام توسلات الزوجة سوى تنفيذ رغبتها
عندما وصل الزوجان إلى عرض البحر همست الزوجة في أذن زوجها قائلة " اعلم انك لم تتزوجني عن حب والآن بأمكانك التخلص منى ... اتركني هنا وسط الأمواج حتى اغرق في هدوء ... فأنا لا اعتزم مقاومة الموت لاننى أفضله عن حياة خاوية من الحب "
فشعر الزوج بمشاعر قوية تجاه امرأة تفضل الموت عن الحياة بدون حبه فأعاد الزوج زوجته سالمة إلى الشاطئ مؤكدا لها أنها أفضل زوجة يتمنى أن يقضى معها حياته القادمة واعتبرت حرص الزوج على سلامتها وإعادتها للشاطئ في حنان برهانا للحب ...
وعاشا معا حياه مستقرة أنجبا خلالها الصبيان والبنات وأكدت جدتي أن الحب مسمار السعادة