قصة دينية

من طرف **ROGER** الخميس أكتوبر 23, 2008 3:49 am

أعلى الخمر أفطر؟؟؟!!!

كانت أول جمعة يقضيها الشيخ الماليزي (عبد الرحمن) في بلاد غير مسلمة وتراءت أمامه أقوال الفقهاء رحمهم الله في حكم إقامة الجمعة خارج حدود الإسلام وتذكر اختلاف الفقهاء في عدد المصلين الذي تنعقد بهم الجمعة ومضت هذه الخواطر تسبح به وهو يسير متجهاً إلى المسجد!! وإذا بدليله يقف به أمام مطعم هندي فصعد سلماً خلف مرافقه ودليله أوصله إلى غرفة صغيرة مظلمة فيها سجادة قديمة قد فرشوها لأجل الصلاة لم يكن صاحبنا الشيخ الماليزي في حاجة إلى السؤال فقد عرف على الفور أن هذه الغرفة هي مكان أداء الجمعة ولا عجب في ذلك، فهم في ديار الكفر والإلحاد..كان الطلاب المسلمين الذين أتوا للدراسة في جامعة تلك المدينة قبل مجيء الشيخ في غفلة وإعراض عن دينهم..لم يكونوا يصلون الجمعة على الأقل وقليل منهم من يصلي بمفرده في بيته..فجمعهم الشيخ على مأدبة غداء ووعظهم وذكرهم وحثهم على المحافظة على الصلوات الخمس في جماعة وأوصاهم بالمحافظة على صلاة الجمعة وعدم التفريط فيها، فقام أحدهم معتذراً بعدم وجود من يخطب بهم، فتكفل هو بالخطبة والصلاة ابتغاءً لوجه الله وبدأ الطلاب المسلمون في الجامعة يصلون الجمعة بانتظام، بل لقد استأجروا مصلى ليصلوا فيه الصلوات الخمس وبدأ كثيرٌ منهم يعود إلى ربه ويقلع عن المحرمات، والانجراف مع الحضارة الغربية الزائفة وبفضل الله وتوفيقه، ثم بجهود هذا الشيخ الصالح..تشكلت حركة إسلامية لطلاب الجامعة أخذت تدعو إلى الله في وسط هذا المجتمع الكافر، وكان من عادة الشيخ (عبد الرحمن) في كل (رمضان) أن يدعو كل الطلبة لتناول طعام الإفطار عنده، فيجتمع الطلاب الصائمون، وتوزع التمرات، وبعدها يقومون لصلاة (المغرب)، ومن ثم يتناولون طعام الإفطار، وذات مرة..دعاه أحد الطلبة العرب في الجامعة لتناول طعام الإفطار عنده وكان شاباًّ كثير الهزل والمزاح فاسقاً قليل التمسك بدينه..قبل الشيخ الدعوة بالترحيب وهو لا يدري ما الذي ينتظره في هذه الدعوة، وحان موعد الإفطار، وأفطروا على تمراتٍ اتباعاً للسنة، ثم ناوله صاحب الدار كأساً من العصير، وأصر أن يشربه، فشرب منه الشيخ عدة رشفات، ولكنه رده عن فمه لما أحس أن فيه طعماً غريباً، وقال لصاحب الدار: "أحس فيه طعماً غريباً"، فرد قائلاً: "فيه طعم غريب لأن الشركة المنتجة أعلنت أنها استعملت مادة جديدة أفضل من السابق"، وصدق الشيخ، فأكمل شربه، ثم قام للصلاة، وبعد الصلاة..قال له صاحب الدار: "أهلاً بك يا شيخ..لقد شاركتنا الإفطار على الخمر"، وأخذ صاحب الدار يضحك، وشاركه بعض الحاضرين، بينما عقدت الدهشة والذهول على ألسنة بعض الحاضرين.هنا..أخذ الشيخ يرتجف، وترتعد أوصاله، وما كان منه إلاَّ أن وضع إصبعه في فمه وتقيأ كل ما شربه وأكله على السجادة وفي وسط الغرفة، ثم أجهش بالبكاء، وأرسل عينه بالدموع، وعلا صوته بالنحيب..لقد كان يبكي بحرقة شديدةٍ، ويقول مخاطباً لهذا الشاب: "ألا تخاف الله يا رجل؟؟ أنا صائم وفي أيام (رمضان) المبارك..أعلى الخمر أفطر؟؟! جئتك ضيفاً، فهل ما فعلته من أصول الضيافة العربية فضلاً عن الإسلامية؟ ألم تستح من ربك؟ لقد ضيعتم (فلسطين) بهذه الأخلاق وضيعتم (القدس) بابتعادكم عن الدين وتقليدكم للغرب.."..سكت الشيخ (عبد الرحمن) قليلاً ليسترد أنفاسه ثم تابع قائلاً: "أنا أشهد أن الغربيين أشرف منك..إنهم يحذرونني من أي شيء يحتوي على خمر، أو لحم خنزير..أما أنت..فمسلم اسماً فقط..عليك من الله ما تستحق"، لقد كانت تلك الكلمات الصادرة من الشيخ كأنها رصاصات موجهة إليه، فلم يملك إلا أن قال بنبرة منكسرة، وقد علا الخجل وجهه: "أرجوك سامحني..لم أقصد إهانتك، لقد كانت مجرد فكرة شيطانية"، فرد قائلاً: "كيف أسامح من ارتكب منكراً، وسقاني الخمر وهو يعلم حرمته؟؟"، وتفاجأ الحاضرين بالشيخ يسجد مناجياً ربه: "رباه إنك تعلم أني لم أشرب حراماً طيلة حياتي، ولم أقرب لحماً فيه شبهة في ذبحه..اللهم إنك تعلم أن ما شربته اليوم لم يكن بعلمٍ مني..اللهم اغفر لي، ولا تجعله ناراً في جوفي"..هنا..قام أحد الطلبة الإنجليز، واسمه: (جيمس)، وقال: "قم يا شيخ، وارفع رأسك فإن الله سيغفر لك..أشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله"، وعلا الذهول والدهشة وجوه الحاضرين، وتابع (جيمس) قائلاً :"لقد أسلمت على يدك أنا (جيمس) أخوك في الإسلام فأسمني باسم إسلامي"، وانفجر بالبكاء وبكى الشيخ وجميع الحضور حتى صاحب الدار بكى من هول الموقف وروعة المشهد وتأثيره ولما هدأ (جيمس) أخذ يحدثهم عن سبب إسلامه قائلاً: "لقد رأيت الشيخ يسجد ويركع ويقوم لله ويفكر في مخلوقاته ويراقب الله في كل تصرفاته وحركاته وسكناته ثم رأيت الشيخ يشرب الخمر وهو لا يعلم ومع هذا فهو يخاف الله ويخشاه والأعجب أنه يضع إصبعه في فمه ليتقيأ الطعام والشراب الذي به خمر غير مبال بأنه يتقيأ أمام الناس وفي الغرفة وعلي سجادة فاخرة..أي درجة تلك الذي يصل فيها الإنسان حين ينسى نفسه ولا يتذكر ولا يراقب إلا ربه"..سكت (جيمس) قليلاً ليلتقط أنفاسه وتابع قائلاً:"لقد قرأت كثيراً عن الإسلام وسمعت منكم أيها الطلاب المسلمين عنه، وكنت أراقب المسلم الذي لا يصلي، والمتمسك بدينه، وكنت أرى الذي لا يصلي كأي إنسان لا فرق بينه وبيننا، ولكن الحقيقة أن المتمسك بدينه له شخصية خاصة به، وطابعاً مميزاً يضطرني للتفكير فيه وفي تصرفاته..واليوم وبالتحديد..لم أتمالك نفسي..فاليوم رأيت معنى العبودية، وكيف يكون حب النبي r في قلوب هؤلاء المسلمين..رأيته عملياً لا قولياً، فأردت أن أشاركهم هذا الحب وهذا الصدق"..سكت (جيمس) والدموع تنحدر من عينه قائلاً: "أرجوكم..علموني الإسلام والصلاة..أنا مسلم والحمد لله الذي هداني لهذا الدين"، ثم قام الشيخ وقبَّله وردد الشهادة ببطء، ورددها ورائه (جيمس)، وأصبح اسمه (محمداً)، ثم التفت الشيخ إلى أهل الدار قائلاً: "الحمد لله الذي استجاب لدعائي وهدى على يدي مسلماً"، ثم توجه إلى صاحب الدار قائلاً: "سامحك الله يا بني على ما اقترفت وغفر لك ما جنيت"، وهنا..اغرورقت عينا صاحب الدار بالدموع، وقال والعبرة تخنقه: "أعدك يا شيخ أني لن أترك صلاة بعد اليوم وسأكفر عن ذنبي، وسأحج هذا العام لعل الله أن يغفر لي"، ومرت الأيام..وعاد الشيخ إلى بلاده بعد أن ترك أثراً عظيماً، ومثالاً رائعاً في نفوس كثير من أهل تلك البلاد..